ما هي أركان خطبة الجمعة

تعتبر أركان خطبة الجمعة من شروط صحتها؛ فإن وجدت صحت وإن غابت بطلت أو فسدت مقاصدها، ويقصد بالركن لأي شيء ما يقوم عليه ويؤسس به، وحريّ بالخطيب توخي الحذر في إعداد خطبته التي سيلقيها على مسامع حاضري بيت الله بوقت صلاة الجمعة، فهو مسؤول عن صلاح الخطبة وصحتها أمام الله وأمامهم فلا يذهب عنهم أجرها وأجر صلاتها.

ما هي أركان خطبة الجمعة

يجمع غالبية أهل العلم (خصوصاً الشافعية والحنابلة) على أركان عامة لخطبة الجمعة وإن اختلفوا في بعضها كالتالي: ^[1]

• ركن الحمد: فلا بد أن يستهل خطيب الجمعة خطبتيه بالحمد لله عز وجل والثناء عليه باتفاق الجمهور، فحدثنا أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلُّ كلامٍ لا يبدأُ فيهِ بالحمدُ للَّهِ فَهوَ أجذَمُ”. ^[2]
• الصلاة على رسول الله: ووجه ذلك أنما افتقر لذكر الله افتقر لذكر رسوله الأكرم، ويستدل عليه بما أخبرنا به فضالة بن عجيل إذ قال: “أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ –رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي يدعو لم يحمَدِ اللَّه ولم يصلِّ على النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ عجِلَ هذا ثمَّ دعا فقالَ لهُ ولغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ والثَّناءِ عليهِ ثمَّ ليصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يدعُو بَعْدَ ذَلِكَ بما شاءَ”.
• أن يوصي الخطيب الحضور بتقوى الله: وهو رأس الوعظ وأتم الرجاء والمقاصد، وقد أكد الإمام النووي -رحمه الله- ألا نص شرعي يؤكد الوصية بتقوى لفظًاً؛ لكنها ما استلهم من دروس النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم-.
• قراءة ما تيسر من الكتاب: ويشترط لما يتلو الخطيب من منبر رسول الله بعض الذكر من القرن في إحدى الخطبتين أو كلاهما، على أن أن يكون مجزءً لموضوع الخطبة ومساعداً على فهمه كدليل صحته، فأخبرنا الصحابي جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: “كانَ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خُطبتانِ كانَ يجلِسُ بينَهُما يقرأُ القرآنَ، ويذَكِّرُ النَّاسَ”. ^[4]
• الدعاء للمسلمين: وقد اختلف هل العلم في استحباب دعاء الخطيب للمسلمين من وجوبه لكن الراجح أنه واجب، فهو ما دُرج عليه منذ السلف الصالح، وقال الإمام النووي أن (الأظهر استحباب الدعاء لا ركنيته كما هو مذهب الجماهير لأنه لا ينهض دليل على إثبات الركنية). وزاد فقهاء الجنابلة الجهر بالخطبة بحيث يسمع العدد المعتبر وموالاتها مع الصلاة وهذان معتبران عند الشافعية كذلك ولكن يعبر عنهما بالشروط.
• أركان أخرى: وهي (وجوب الشهادتين من الخطيب ويستحسن في مقدمة خطبته – الثناء على الباري وتمجيده وتوحيد عبوديته وعلى النبي لما حمل من الرسالة – ذم الدنيا والتذكير بأن الموت حق – تسمية الخطبة وهو من الأعراف التي تلفت الانتباه وتشد القلوب – التذكير بالثواب والعقاب والجنة والنار – التذكير بأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه وأنبيائه وأن لقائه حق).

اقرأ أيضًا: