اخر ما قاله الرسول في خطبة الوداع

ما يوصي به الأب أبناءه قبل وفاته يُصبح ملازمًا لهم طوال العمر، وسوف يحاولون الالتزام بوصيته إن كانوا يحبونه، وهذا هو ما فعله الرسول قبل وفاته بشهور قليلة! حيث ألقى على المسلمين خطبة الوداع؛ للتمسك بما فيها من تعاليم، فهي كانت بمثابة وصيته للناس أجمعين بعدما انتهى نزول الوحي وتمت الرسالة، فما هو اخر ما قاله الرسول في خطبة الوداع؟

اخر ما قاله الرسول في خطبة الوداع

حاول رسول الله (ص) أن يؤكد على بعض التعاليم الإسلامية في خطبة الوداع، وإيقاظ الضمائر في النفوس، لذا وصاهم بتقوى الله، وطاعة المولى -تبارك وتعالى-، كما ذكرهم ببعض الأمور مثل أن دم المسلم على المسلم حرام، قائلًا: “أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا”. [1]

كما أوصى بأن الربا حرام كما جاء في القرآن الكريم، فقال: “وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ”، وأكد على المسلمين ضرورة نبذ عادة النسيء، والذي كان من عادات العرب في الجاهلية، قائلًا: “إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ”، كما استطرد مذكرًا إياهم بالقول القرآني أن الشهور عند الله عددها 12 شهر، ووضح لهم أسماء الأشهر الحُرم.

بالنسبة للنساء فقد كان لهم نصيب الأسد في هذه الخطبة! حيث نبه الرسول الرجال إلى مراعاة النساء، ومعاملتهم بالخير، وأن المرأة لها حق على الرجل كما للرجل حق عليها، فقال: “أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقًّا”، كما قال جملته المشهورة “وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”.

لم ينسى النبي (ص) أن يؤكد على حرمانية السرقة، قائلًا: “وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ إِخْوَةٌ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، فَلا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمُ”.

أما فضلًا عن تعاليم الحلال والحرام، حذّر من أن الشيطان يتربص بالمسلمين، ولا بد من الحذر منه؛ فهو سوف يحاول فتنتهم في دينهم، وعليه قال بتذكيرهم أن من يبتغي الهدى عليه بكتاب الله وسنة النبي، حيث قال: “وَتَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ”.

أخيرًا، نبه الناس إلى الالتزام بالتشريعات القرآنية الخاصة بالميراث، كما نهى عن أن يُنسب الطفل إلى غير والده الحقيقي؛ منعًا لاختلاط الأنساب.

اقرأ أيضًا:

المراجع