خطبة الوداع ابن باز

خرج النبي للحج، وكانت الحجة الوحيدة التي أداها في حياته، ولما بلغ المسلمين الخبر خرجوا أفواجًا للحج محبةً أن يحجوا بقيادة الرسول (ص)، وقد ورد في هذا الحدث الكثير من الأحاديث التي وصفت الحجة والخطبة المشهورة التي قيلت فيها، علمًا أن خطبة الوداع ابن باز أو صحيح البخاري أو ابن القيم وغيرهم، هي خطبة واحدة، وأي اختلاف بين الروايات يكون اختلافًا طفيفًا.

خطبة الوداع ابن باز

قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز –رحمه الله- في خطبته عن حجة الوداع للنبي محمد (ص): لما زالت الشمس ركب ناقته -عليه الصلاة والسلام-، وخطب في الناس، وذكرهم وأخبرهم أن أمور الجاهلية موضوعة متروكة منها الربا، ودماء الجاهلية. كلها موضوعة وجميع امور الجاهلية موضوعة. [1]

وقال لهم –صلى الله عليه وسلم-:  (إنَّ دماءَكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا). [2]

وقال لهم -عليه الصلاة والسلام-: (استوصوا بالنساء خيرًا)، أوصاهم بالنساء فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وأعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه وتعدله كسرته، فاتقوا الله في النساء.، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاستوصوا بهن خيرًا، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، وألا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون.

على المرأة ألا تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه، وألا يطا فراشه أحد إلا بإذنه، يعني؛ لا يدخل بيته إلا من أذن له، وعلى الزوج ان يتقي الله في الزوجة، ويعاشرها بالمعروف، ويؤدي حقها، وعليها هي أيضًا أن تتقي الله في زوجها، وأن تحذر عصيانه.

قال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا في خطبته: (إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به: كتاب الله)، أي -القرآن الكريم- وسنتي في رواية أخرى؛ لأن كتاب الله يأمر بالسنة، وقال الله -تعالى-:

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ). [3]

فالواجب على جميع الثقلين -الجن والإنس- الذكور والإناث، العرب والعجم، الملوك والعامة أن يتبعوا كتاب الله وسنة رسوله (ص)، وأن يحذروا ما نهى الله عنه.

لهذا قال لهم النبي (ص) في نصيحة يوم عرفة: (إني تاركٌ فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به، كتابَ اللهِ، وسنتِي). [4]

اقرأ أيضًا:

المراجع

[2]أبو سعيد الخدريالألباني، صحيح ابن ماجه، 3191، صحيح
[3]سورة المائدةالآية 92
[4]-ابن الباز، مجموع فتاوى ابن الباز، 182 /24، إسناده جيد