خطبة محفلية عن الصداقة

تعتبر الصداقة إحدى أهم العلاقات ضمن المجتمع، بغض النظر عن جنسيات أو أجناس أو أعمار أطرافها، فالصداقة علاقة مفتوحة الأفق تربط الأشخاص مهما كان عددهم، وخير الصداقات الصادقة والشفافة، وكثيراً ما نسمع عن أصدقاء مقربين جداً لدرجات أكثر من الأخوة، علماً أنّ الصديق هو السند هو سلاح ذو حدين له سلبياته وإيجابياته التي سنطالعها بالآتي من السطور.

خطبة محفلية عن الصداقة مقدمة وعرض وخاتمة

فيما يلي خطبة محفلية مفصلة عن الصداقة وأثارها الإيجابية بالمجتمع:

مقدمة خطبة محفلية عن الصداقة

بسم الله والحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد خير المرسلين الطاهر الأمي الأمين، أعزائي الحضور الكرام أهلاً وسهلاً بكم، إنه لمن دواعي السرور أن يتجدد اللقاء معكم في محفل جديد من محافل العلم والتنوير بأخلاقيات الإسلام، إذ نجتمع اليوم لنتحدث عن الصداقة وأبرز إيجابياتها وسلبياتها.

عرض خطبة محفلية عن الصداقة

بدايةً وقبل أي شيء لا بد أن نعي معنى الصداقة، التي تجسد الرباط بين الأشخاص والمبني على أساس الميل لبعضهم البعض جراء توالد مشاعر المودة والثقة والتفاهم والإخلاص، وتتميز الصداقة بالاعتمادية والميل لمشاركة الأصدقاء في الاهتمامات المتقاطعة وتقبل الآخرين على الرغم من العيوب مع تمنّي الخير لهم كما يتمنون لانفسهم. [1]

أما من وجهة نظر الدين فالصداقة هي اليقين بوجود المودة لدى الشخص تجاه الآخرين، وقد أوجز أحد الحكماء في تعريف الصداقة فاجزأ إذ قال بالصديق: “الصديق هو أنت بالنفس إلا أنه غيرك بالشخص”، [2] أي أنّه الخل الأقرب ذاتك، ومن وصايا الأنبياء والرسل في كافة الأديان السماوية وعلى رأسها الإسلام أن نكون حذرين في انتقاء من نرافق لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ” [3]، فمن كان مع أخير الأصدقاء بات منهم ومن كان مع رفاق السوء حمل طباعهم.

والأصل في الصداقة أنها فِطرة جُبل عليها الإنسان فلا يحيا حياته إلا في جماعة وفيها يشعر بالقوة والأمان، ولهذه العلاقة في ديننا الحنيف ضوابط فيجب أن تكون لله وخاليةً من المصالح، فلا يدوم من العلاقات إلا ما كان لله وكل ما سواها سينقلب إلى عداوات في يوم الحساب، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [4]، كما يجب أن يقع الخيار على أصدقاء معينين لنا على طاعة الله ومنبهين إذا ما شططنا وحدنا عن الحق، قال تعالى مخاطباً نبيه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}. [5]

لذا أيها الأحبة عليكم أن تحسنوا اختيار جلسائكم عملاً بأوامر الله ونبيه الأكرم إذ قال -صلى الله عليه وسلم-: “مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً” [6]، فمن اختار الخل الصالح فاز كونه ذو شيم خيّرة ومجالسته تولد السعادة بالدنيا ولآخرة، أمَّا الخلّ الطَّالِح فهو من ضِعافِ النُّفوسِ وصحبته تجارةً خاسرة دربها البَوارِ.

ومما يميز رفقة الصالحين أمور عدة أبرزها: (تهذيب السلوك – العون على الطاعات – التذكير بالطاعات والعون عليها – السباق في أداء الطاعات – الثبات على دين الله)، أما رفيق السوء فهو سبب من أسباب الهلاك جراء الغرق بالمفاسد، فيا الله أعنا وأصرف عنّا الأشرار من الخلان.

خاتمة خطبة محفلية عن الصداقة

وفي الختام، أرجو أن أكون قد وفقت في سرد ما ينفعكم في الدنيا والآخرة عبر مضامين هذه العجالة المحفلية، أيها الأحبة اعلموا أنّ الصداقة من أهم العلاقات الاجتماعية والتي ليس لنا غِنىً عنها، وتقييمها مرهون بصفات الخل وأخلاقه التي سيسبغ بها العلاقة، لا نحن محاسبين عن صداقاتنا أمام الله فيما اخترنا لأنفسنا بدنيانا.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[1]marefa.orgصداقة2024-08-21
[3]مجموع فتاوى ابن باز ابن باز / أبوهريرة ، 306/6 ، صحيح
[4]سورة الزخرفالآية 67
[5]سورة الكهفالآية 28
[6]البدر المنيرابن الملقن ، أبو موسى الأشعري ، 9/541 ، صحيح