خطبة محفلية عن الطموح
محتويات المقال
إن الطموح من الخصال التي يجب على المرء أن يتحلّى ويَتخلّق بها، وهو من الأمور المطلوبة في الدين والمجتمع على حدٍّ سواء، ويعتبر الطموح وإن اختلفت غاياته من أسباب النجاح؛ بغض النظر عن كونه طموحاً فردياً أم جماعياً، لذا وبالتالي من السطور تم إعداد خطاب محفلي ثري بالحكم والعظات عن هذا الخُلق والتي تعزز إمكانات بلوغ أسمى ما تصبو إليه النفوس.
خطبة محفلية عن الطموح مقدمة عرض خاتمة
فيما يلي تفاصيل خطبة محفلية تسلط الضوء على الطموح وأهميته:
مقدمة خطبة محفلية عن الطموح
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى، أعزائي الحضور الكرام: أحمد الله تعالى وأثني عليه أن تكرر لقائي بكم من جديد في هذه الجلسة المحفلية التحاورية، والتي نتحدّث ونتشاور في تفاصيلها عن خُلق الطموح (تعريفه وأهميته ومحفزاته وأنواعه)، فما الطموح إلا وسيلة من وسائل النجاح ومنهل تُستَسقى منه الهمّة والعزم على تحقيق الآمال العاجلةً منها والآجلة، كما صفه البعض بأنه شُعلةً متقدة تُلهب الأفئدة وتُلهم العقول، فهيّا بنا أيها الأخوة والأخوات نخوض في تفاصيل خطبة محفلية عامة وشاملة لكل ما يخص ضرورة غرس خصلة الطموح في أنفسنا أثابني وأثابكم الله.
عرض خطبة محفلية عن الطموح
الطموح يعني أن نمتلك في داخلنا الحافزِ لإنجاز ما نأمل، فنبادر بالخطوات اللازمة مهما تعددت التحديات والمصاعب، إذ يستثمر الطامح ما لديه من إمكانات وإن كانت متواضعة لخلق المستقبل أو صنعه بالصورة التي تحلو له، ويرى علماء الغرب النفسيين أن الطموح صورة من صور القوّة الشخصية، فمن كان طموحاً كان قوياً شديد البأس ومتسلحاً بالإرادة، وبمعنى أدق هو الإحساس الذي ينمو بوجدان الفرد مُكسباً إياه آفاق لا محدودة للإرادة فلا تتحقق الغايات أو الدوافع الداخلية بدون طموح يحرك، أي أنه البذور التي يغرسها أحدنا في نفسه ليحدا بعد حين من الزمن.
بالنسبة لأهمية الطموح فهي كبيرة سواءً بحياة الفرد أو المجتمع الذي يحيا فيه، والتي تم استخلاصها من أهم أبحاث الطموح العالمية كما يلي:
- تطوير الذات بالبحث عما يحسن المهارات ويعزز إمكانيات تحقيق الهدف.
- السعي لخلق بيئة النجاح عبر البحث عن مقوماته وتوفيرها.
- إعطاء قيمة ووزن للحياة، فلا نعيشها بلا معنى أو فائدة.
- فهم تحديات درب النجاح وتجاوزها.
- تعزيز الشعور بالشجاعة وما ينعكس عنها من نجاح عقلي وفكري.
- رسم معالم الخطوة التالية والمباشرة فيها متى سنحت الفرصة.
واعلموا أيها الأحبة أن ديننا الحنيف أوضح معنى الطموح فميّزه عن الكِبر المبعد عن الجنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ” [2]، بينما يختلف الطموح من حيث مفهومه عن علو الهمّة بنوعية الحافز وطريقة تعزيز بناء المستقبل، ففي الطموح نزوع النفس لبلوغ العلا أما علو الهمة فمختلف ومتعدد الغايات، كما أنّ القعود عن تحقيق الطموح ممكناً وإن كان موجوداً إذ يبقى مجرد أمل بعكس علو الهمة. [3]
ليس للطموح ما يحدّه سوى اليأس الذي يحد من مقومات النجاح، أما الأخير بين أنواع الطموح التي يعلو بها شأن الفرد والأمة كما يلي:
- الاستزادة بالعلم: وهو أحمد أنواع الطموح التي يعلو بها الفرد ومجنمعه.
- الشهادة: أي الموت في سبيل الله كلمتي الحق والدين.
- البحث عن حسن الخاتمة: وأحسنها الفوز بالجنة بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.
ومما يخلق الطموح الحقيقي ويزيد من قوته ما يلي:
- غرس الثقة وروح التحدّي في الذات وتعوديدها عليها.
- تجاوز كل ما يفتر الهمة لتحقيق الأهداف من مصاعب وتحديات.
- تعزيز العزائم بالتركيز على الهدف.
- توقع العقبات المستحيلة والاستعدد لتجاوزها.
- جعل الطموح ذاتياً بالتخلي عن عادة التقليد.
- جعل الإبداع والتميز وسيلة تحقيق الطموح والتمرن عليه.
خاتمة خطبة محفلية عن الطموح
في الختام؛ لا يسعنا إلا التذكير بأن الطموح والإرادة من أهم قواعد نجاح الأمم ومن فيها من الأفراد، وتحقيق الطموح يتطلب بذل ما أمكن من الجهد وثقة المرء بما يملك من قدرات ومهارات، إذ تمثّل هذه الثقة أساس بنيان الطموح الذي يخرُّ من فوره لعدم وجوده.
اقرأ أيضًا: