خطبة محفلية عن العلم

خطبة محفلية عن العلم يمكنها إثارة الانتباه إلى أهمية العلوم وتطبيقاتها في حياتنا المعاصرة، حيث إنه على الرغم من أن الجميع يعرف أن العلم مهم، إلا أنه قد يتم السخرية منه، أو التقليل من شأنه! وعليه؛ لا يجب أن يصمت الإنسان الواعي عن الحق، بل ينبغي تعظيم العلم، والإشادة به كلما جاءت مناسبة لذلك، وفي هذا صلاح للمجتمع، وتحفيز للأجيال الجديدة على تبني مفاهيم أكثر اتساقًا مع العصر.

خطبة محفلية عن العلم

يمكن تقديم خطبة محفلية عن العلم في عدة مناسبات، مثل: حفلات التخرج، ووقت تكريم الطلاب المتفوقين في أي مرحلة دراسية، وفي إحدى الندوات العلمية، وللاطلاع على خطبة محفلية عن العلم كمثال، فيما يلي نموذج:

مقدمة خطبة عن العلم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين أصطفى، ولا سيما الحبيب المصطفى، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأنزل الأنبياء والمرسلين رحمةً ونورًا وهداية وتبيانًا للحق؛ ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة؛ فقد قال تعالى في كتابه الحكيم {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم-. [1]

أما بعد، أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موضوع خطبة محفلية عن العلم

دعونا ننظر إلى حال بلادنا، بل إلى حال العالم كله اليوم! هل كان أحد من 100 عام فقط يتخيل أنه يمكن لإنسان في أفريقيا أن يتحدث إلى إنسان في آسيا أو أمريكا أو أوروبا، ويرد عليه في نفس اللحظة دون أن يبارح أي منهما مكانه؟! هل كان يتخيل أحد أن يطير في السماء فيسافر من بلد إلى بلد في ساعات قليلة وليس في شهور أو سنوات؟

الجوال الذي بين أيدينا، الحاسب الآلي الذي لا نستغنى عنه، الصنبور، الشوارع الممهدة، ناطحات السحاب، الشركات، المصانع، المستشفيات، السفن العملاقة، الأدوية، الأطراف الصناعية، وغيرهم وغيرهم الكثير، كيف وُجد كل هذا؟!

إن كلمة السر هي العلم، هل كان أي من هذا ليوجد لولا العلم؟! بل إن العلم قادر على رفع البلاد نفسها ووضعها على القمة! فإن كل حضارة قديمة بزغت في التاريخ هي حضارة أدركت قيمة العلم، وولته عناية كبيرة، وإذا انتقلنا إلى العالم الحديث نجد أن أي دولة متقدمة هي دولة وضعت العلم على رأس أولوياتها، كاليابان، وأمريكا، والصين، وألمانيا وغيرهم الكثير. [2]

لهذا أعزائي الأصدقاء، إن من ينكر أهمية العلم، ليس إنسان مغيّب فقط! لكنه إنسان جاهل بالتعاليم الإلهية كذلك! فإن الله أشار في العديد والعديد من الآيات في كتاب الذكر الحكيم إلى أهمية العلم، بل إن أول كلمة نزلت على النبي محمد هي “اقرأ”، بل إن الله أشاد بالعلماء وكرمهم، فقد قال -تعالى- {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، والآن هل يشك أحد أن العلم مطلب ديني ودنيوي؟ [3]

أصدقائي الأعزاء، إن كل ما نحن فيه اليوم هو بفضل العلم، وفضل علماء كرسوا أنفسهم ومجهودهم للابتكار والاكتشاف وإفادة البشرية جمعاء، فأدعوكم ونفسي إلى نظرة جديدة للعلم، تليق بمكانته الرفيعة والسامية، فقد خُلقنا لنعمر الأرض، ولا تعمير دون علم.

خاتمة خطبة عن العلم

ختامًا أيها الأصدقاء، فإن العلم سلاح ذو حدين! يمكن استخدامه للتعمير والبناء وإفادة الناس، أو استخدامه للهدم والتحطيم وإفساد الأرض، لذا أوصيكم أن العلم يجب أن تصحبه الأخلاق الحميدة، فالعلم أمانة، لا بد أن نُحسن استخدامها، لهذا، أسأل الله العلي العليم أن يرزقنا جميعًا العلم النافع الذي ننير به الكون، ونحقق به غاية الله من خلقنا، ودعونا نختتم حديثنا بالصلاة على النبي الكريم محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[1]سورة إبراهيمالآية 1
[3]سورة المجادلة الآية 11