خطبة محفلية عن اليوم الوطني

اليوم الوطني في كل بلد مناسبة رسمية يحتفل به أبناؤه تجديداً لذكرى معينة كالاستقلال أو الوحدة أو دخول مرحلة سياسية أو اقتصادية ما غيرت ملامح الدولة، مما يدفع الشعوب للاحتفال بها تخليداً لذكراها وتفعيلاً لأثرها في النفوس، ومن صور الاحتفال باليوم الوطني الاحتفال خُطب تُذكّر بتاريخ الأمة ودور الأجداد بالأمن والأمان والتطور الذي تشهده البلاد.

خطبة محفلية عن اليوم الوطني

فيما يلي تفاصيل خطبة محفلية عن مناسبة اليوم الوطني وأهميته: [1]

مقدمة خطبة محفلية عن اليوم الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم، إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه في الأمر كلّه ونتوب إليه عن الذنب كله، أشهد ألا إله إلا الله …. وأنّ محمداً نبيّه ورسوله وصفيّه وخليله، اللهم صلّ على خير خلقك من الأنبياء والمرسلين (محمداً) -صلى الله عليه وسلم- الصادق الوعد الأمين، وارضى اللهمّ عن الصحابة أجمعين ومن لحقهم من التابعين، وسواهم من أهل التقى والإيمان ومن اتبع هداهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أما بعد:

فما اجتماعنا اليوم إلا لنحتفل بتجدد ذكرى اليوم الوطني في هذا البلد العظيم، والذي شهد استقلال البلاد وتفوّق إرادة شعبنا بعد أن توحدت على رد أطماع الأعداء بنا، فوالله ما بلغنا القوّة إلا باتفاقنا على حب الوطن والتفافنا حول قادة الوطن نطيعهم وندعمهم حتى نعينهم على قيادة مركب الأمة وارساؤها في بر الأمان.

عرض خطبة محفلية عن اليوم الوطني

أيها الأخوة في الوطن ويا من اجتمعتم اليوم في حبّه: إنّ حب الإنسان لوطنه غريزة نابعة من الوجدان تظهرها للعلن المشاعر الحقيقية والصادقة، فحب الوطن حقيقة تأصلت في النفوس وجُبل عليها الإنسان، إذ إننا نتعلق باللا شعور بذلك المكان الذي ولدنا فيه وعشنا بكنفه الطفولة والشباب والكهولة، وربطتنا بأبناء قومنا على ثراه وتحت ثريّاه أطيب العلاقات، وإن غبنا عنه ظل حب الوطن الشعلة المتقدة في الفؤاد والتي تُشعرنا بالحنين إليه وللذكريات القديمة فيه.

قد يختلف مفهوم اليوم الوطني بين أمة وأخرى، ففي بعض البلاد هو يوم الاستقلال عن المستعمر وفي أخرى هو يوم الوحدة وفي سواها ذكرى حدث غيّر واقع الأمّة فنهض بها وبما فيها نحو القمة، وإنّ اختلفت المفاهيم يبقى الجوهر واحداً؛ إذا تنبع مشاعر الحب في اليوم الوطني من نفس المكان وتتأجج فيه متى كانت صادقة.

أيها الأخوة الكرام: إنّ الوطن أسمى ما يملك الإنسان وتربطه به أقوى الروابط، وقد حثّنا الله تعالى على حب الوطن والإخلاص لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فلا يفضّل المرء ذويه عن الجهاد في سبيل الوطن والزود عن دين الله ورسوله، قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. [2]

وبمناسبة اليوم الوطني أود أن أستذكر برفقتكم أهم الأمور التي تتجلّى فيها محبة الوطن، وهي باختصار كما يلي:

  • أنّ بلوغ المفازة وخير ما يؤمل للوطن أن تعم مشاعر حب الوطن والعقيدة السليمة في أرجائه، فمتى صدقت مشاعرنا تجاه وطننا كنا متأهبين للزود عنه.
  • الحفاظ على استقرار على الوطن باستئصال أسباب الشرّ والرذيلة وكل ما يؤدي لوهن الوطن وغرقه بوحل الفساد، مما يضعف عزيمة الرجال ويوهن همتهم وحميتهم تجاه الوطن.
  • الالتفاف حول قائد الوطن وجعل المجتمع كالبنيان المرصوص والتعاون على مواجهة التحديات، ولا بد من الالتزام بالقواعد القانونية الناظمة لحياة المواطن في وطنه ما يضمن سلامة التواصل بين القائد والمواطن ويضمن طاعته حباً وكرامة لا كراهيةً وعنوة.
  • عدم التعدّي على الحقوق ومجافاة الظلم لأن الله جبل العباد على فطرة تأمين الناس على بعضهم البعض فلا انتهاك للحرمات بين المتآخين في الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلِمُ أخُو المسلِمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ، ولا يَحقِرُهُ، التَّقْوى ههُنا (وأشارَ إلى صدْرِهِ) بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ”. [3]
  • غرس حب الوطن في نفوس الأبناء وتعليمهم بأنّنا في وطن ومجتمع خاص بالمسلمين، وأننا مطالبين بالطاعة لولاة الأمور متى خافوا الله فينا.

خاتمة خطبة محفلية عن اليوم الوطني

وفي الختام؛ أحثكم أخوتي في الله على الحفاظ على الوطن الذي يعتبر أمانةً بين أيدينا حفظها لنا الأجداد بالدم ونوصلها للأبناء حبّاً وكرامة، اللهمّ آمنا في أوطاننا وردنا إلى ديننا رداً جميلاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[2]سورة التوبة الآية 25
[3]صحيح الجامعالألباني ، أبو هريرة ، 7242 ، صحيح