خطبة محفلية عن حقوق الجار

تتكدس المحاكم والجهات المختصة بدعاوى كثيرة تخص الجيران، كدعاوى الإيذاء والتعدي والإزعاج وغيرها، هذا يدق ناقوس الخطر في المجتمع! حيث إن الميل إلى الفردية الذي يدعمه نمط الحياة الحديث أدى إلى رِدّه في بعض الأخلاقيات الاجتماعية! لذا وجب أن يتوقف الإنسان قليلًا ليراجع نفسه، ويعقل تصرفاته، ومن خلال خطبة محفلية عن حقوق الجار يمكن المساعدة في إعادة توجيه البوصلة الأخلاقية للناس.

خطبة محفلية عن حقوق الجار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونسترضيه، ونستغفره، الحمد لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين اصطفى، أيها الإخوة الكرام، حللتم أهلًا، ونزلتم سهلًا.

نستهل يومنا هذا بآيات بينات من الذكر الحكيم، قال -تعالى-: {واعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} – صدق الله العظيم، نرى أحبائي في الله أن الله وصى على الجار في كتابه الكريم، وأمرنا بالإحسان إليه. [1]

كما نشير إلى أن الإحسان إلى الجار له صور عديدة، أفضلها كف أذاك عنه، سواء بالقول أو الفعل، وقد ورد في هذا حديث شريف ورد في صحيح مسلم والبخاري: “وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ“، والمقصود ببوائقه هو الشكوى والإيذاء والشر والفتك. [2]

جديرًا بالذكر أيها الأحباب، أن بإحسانك إلى الجار فأنت تُحسن إلى نفسك أيضًا! فقد ورد في حديث عن أبي هريرة أن الإحسان إلى الجار سبب لمغفرة الذنوب، اضف إلى ذلك أن معاملتك الطيبة مع جيرانك ومحيطك من الناس تساعدك على تحقيق السعادة والتوازن؛ حيث تعيش مرتاحًا في بيئتك، وتسود روح المحبة والتسامح والألفة.

لذا أيها المؤمنون، دعونا نتبع هديّ المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ونحسن إلى جيراننا، فلا يزال مجتمعنا الشرقي لديه الخصال الاجتماعية الجميلة التي تربط الجيران ببعضهم؛ مما يميزهم عن بقية المجتمعات، فاجعل جارك يسلم من لسانك ويدك، ودعه يرى منك كل خير؛ تفز برضا الله وتنال السعادة في الدنيا والآخرة.

نهايةً أصدقائي الأعزاء، فإن الله قد هدانا النجدين، وكل إنسان منا يعرف جيدًا في أعماقه ماذا يفعل ليقدم الخير، وماذا يفعل ليقدم الشر، فاختر لنفسك ما تحب أن يسرك قرائته في صحيفتك يوم القيامة، وأسأل الله لي ولكم الصلاح والتقوى والهدى والرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[1]سورة النساءالآية 36
[2]أبو شريح العدوي خويلد بن عمروالبخاري، صحيح البخاري، 6016، صحيح