خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

تشوهت الكثير من المفاهيم في عصرنا هذا، وتطورت مفاهيم أخرى مع تطور الزمن، وعلى الرغم من أن بر الوالدين من أقل القيم التي يوجد جدال عليها؛ لأنها قيمة راسخة على مستوى العالم، إلا أن البعض يخلط بين بر الوالدين وبين وضعهم في موضع الإله نفسه، أو العبودية لهم حتى في الخطأ، لذا خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين يمكنها المساعدة في وضع الأمور في نصابها الصحيح.

خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم، حضورنا الكريم أهلًا وسهلًا بكم في حفلنا المتواضع، أما بعد، خير ما نستهل به كلامنا هو آيات من الذكر الحكيم، قال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} – صدق الله العظيم. [1]

الحمد لله الذي جعل بر الوالدين شريعة تتراحم بها الأسرة، فيستقيم المجتمع. أيها الأحباب، إن حق الوالدين علينا عظيم، وبرهما واجب، وجميلهم علينا لن نوفيه مهما صنعنا من خير معهم.

إن مفهوم البر كبير، ويتضمن الكثير من أفعال الإحسان والحب واللطف تجاه الوالدين، فهم أحق الناس بخيرنا وإحساننا، وقد أكد رسولنا الكريم على ذلك قائلًا في الحديث الشريف: “خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي“. [2]

لكن يجب التمييز بين بر الوالدين، وبين جعلهم شريكًا لله، فالبعض يصل بهم حبهم وبرهم إلى أهلهم إلى درجة أن يكونا في قلب المسلم بمقام الله -عز وجل-! ونتيجة لهذا التطرف والفهم المغلوط للبر تحدث الكثير من المشاكل، من خراب بيوت، وضعف الشخصية، واستيقاظ النزعة القبلية داخل النفس! لذا بر والديك واحسن إليهما دون أن تكون إمعة أو عبدًا، ودون أن تظلم إنسان بريء، ودون أن ينتج عن حبك لهما فسادًا في الأرض.

فإن اختلفت معهم، جادلهم بالتي هي أحسن، وكن رحيمًا رفيقًا بهما، وحاول إقناعهم بالحوار الهادئ العقلاني، وعليك أن تشعرهما بحبك وتقديرك لهما حتى في وقت الخلاف والاختلاف، وتذكر دائمًا أنهم أكثر الناس حبًا لك، فلا تسيء بهما الظن، ولا تستعلى عليهما، ولا تتأفأف منهما، وعاملهم كما تحب أن يعاملك أبنائك في المستقبل.

ختامًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، لنجعل بر الوالدين سلوكًا يوميًا في حياتنا، فإن فعلنا نلنا رحمة الله وتوفيقه، ودخلنا الجنة -إن شاء الله-، أعاننا الله وإياكم على صالح الأعمال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[1] سورة الإسراء الآية 23
[2]عبدالله بن عباسالألباني، صحيح ابن ماجه، 1621، ضحيح