خطبة محفلية عن الصبر
محتويات المقال
الصبر أحد الأخلاق المطلوبة من الإنسان والتي تساعده على احتمال ما ينقصه عن سواه ممن يشاطرونه الحياة، والأصل في الصبر حبس النفس ومنعها عمّا يجزعها، وخير أمثلة الصبر كانت في بداية الإسلام إذ أمر الله ورسوله المسلمين على الاستعانة في قضاء حوائجهم بالصبر والصلاة، وللصبر الكثير من الفوائد مهما كانت أنواعه وغاياته نستطلعها في السطور التالية.
خطبة محفلية عن الصبر مقدمة وعرض وخاتمة
فيما يلي خطبة محفلية مفصلة عن خلق الصبر وصفات من يتحلى به:
مقدمة خطبة محفلية عن الصبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ نحمد الله تعالى رب العرش العظيم على ما هدانا، وعلى بعثه فينا نبياً منّا علمنا حقيقة الدين وأمرنا بالصبر والصلاة فهما مفاتيح تحقيق الرجاء والمأمول، ونحمده لتعظيم شأن الصابرين فآجرهم لما صبروا بخير الأجور، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وزد وبارك وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
عرض خطبة محفلية عن الصبر
أيها الأخوة الكرام: نجتمع اليوم في هذه الاحتفالية المصغرة فنتجاذب أطراف الحديث ونناقش من الأمور ما ينفعنا كمسلمين بإذن الله، أحبتي في الله؛ إنّ للصبر وهو من الأخلاق الحميدة تعاريف مختلفةً صياغاتها، إلا أنها متفقة في جوهرها على أنه حبس أنفسنا عما تشتهي مما يخالف العقل والشرائع الإسلامية، فلا يأتي مسلم شيء مما نهانا عنه الله عز وجل ورسوله الحق -صلى الله عليه وسلم-، بمعنى التجلُّد واحتمال المصائب التي تنهال على العبد فلا يجزع وينصاع لأمر الله بتقبّله دون إذعان، وهو حبس الشهوات في النفس حتى تنطفئ بلا إشباع ما دام إشباعها غير ممكناً إما لضعف الحيلة أو لتحريمها.
ورد أمر الصبر من الله إلى رسوله الكريم وأتباعه في القرآن بعدة مواضع، فقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} [1]، مطالباُ النبي الأكرم بتحمّل مشقة حمل الرسالة واعداً إياه بتسريع العقاب لمن خالفه، وقد أعلى الله مكانة الصابرين جاعلاً إياهم من أحبابه المقربين إذ قال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [2]، كما جعل خُلق الصبر سكينةً لقلوبهم إذ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. [3]
أعزائي الحضور: عليكم أن تتيقنوا أن الصبر له أركان لا يقوم إلا بها، وهي:
- الامتناع عن السخط بما جاء به القدر من بلاء فلا يجزع المؤمن مما قضى الله في أمره.
- غض اللسان عن الإكثار من الشكوى، ومن شكى فقد اعترض على قضاء الله والعياذ بالله.
- ضبط الجوارح عن إتيان المعاصي مما حرّم الله.
واعلموا أيها الحضور الكرام إنّ التّحلّي بخلق الصّبر له من العواقب الحسنة والفوائد الكثير؛ مما ألخصه لكم بما يلي: [4]
- الصبر باب العون من الله تعالى على قضاء الأمور.
- الصبر من مكارم الأخلاق، وهو باب الفضائل المفتوح على نوال الخير، فقال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}. [5]
- الثواب العظيم والذي لا حساب فيه ولا قِبل للصابر في إحصائه؛ فقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}. [6]
- بشرى الله عز وجل لمن صبر على البلاء بالرحمة وصلاته عليه، إقال تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. [7]
- كما للصبر الكثير من المغانم كتبييض الصحائف في يوم الحساب والتقريب من الله والتبشير بالجنة عوضاً عما فات من الدنيا فصبر عليه العبد إيماناً واحتساباً.
خاتمة خطبة محفلية عن الصبر
ختاماً؛ لا يسعني إلا أن أتقدم لكم بالنصح أيها الأخوة الحضور، عليكم بالصبر أسوةً بنبينا الأكرم فتقبلوا قضاء الله واصبروا على ما أصابكم هداني وهداكم الله إلى الصراط المستقيم، فما البلاء إلا اختبار من الله لإيماننا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ أيضًا: