خطبة محفلية عن المعلم

توجد العديد من المناسبات التي يمكن تهنئة المعلم فيها مثل: عيد المعلم، وبداية وختام العام الدراسي، وحفلات التخرج، واليوم العالمي للتعليم، بالإضافة إلى المناسبات الاستثنائية مثل حصول المعلم على تكريم أو جائزة، وفي هذه المناسبات يمكن تقديم خطبة محفلية عن المعلم؛ اعترافًا بدوره الكبير وقيمته الأكاديمية والتربوية، لكن لإعداد خطبة محفلية عن المعلم، لا بد من التجهيز المسبق لها؛ لضمان ظهورها بشكل جيد ومؤثر.

خطبة محفلية عن المعلم

المعلم يلعب أدوار عديدة مع الطلاب داخل وخارج الصف الدراسي، وتقديرًا لدوره تجاه الفرد والمجتمع، يمكن تكريمه بخطبة محفلية عن المعلم، ومثال، الآتي:

مقدمة خطبة محفلية عن المعلم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم؛ أما بعد أيها الحضور الكرام، أهلًا وسهلًا بكم جميعًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نلتقي معًا في هذا المحفل السعيد احتفالًا بالكثير من المسرات، على رأسها أبطال الظل، معلمينا الأفاضل، كم من معلم كان لطلابه أبًا وملهمًا؟ كم من معلم لنا معه ذكريات لا تُنسى؟ شئنا أم أبينا أصدقائي فإن المعلمين يحتلون جزء ليس بهين من حياتنا.

موضوع خطبة محفلية عن المعلم

أيها الأصدقاء، دعونا نرجع إلى الماضي، لنتذكر حقيقة الحياة التي عاشها الإنسان القديم، لقد عاش الإنسان على هذه الأرض منذ قديم الأزل مرعوبًا، من العراء، والحيوانات المفترسة، والزلازل، والبراكين، والأمطار، ومن الطبيعة اللامبالية بأحد.

لهذا عاش في تجمعات ليحتمي الإنسان في أخيه، ويصنعا معًا قوة يواجها بها الأخطار، لكن بعد آلاف السنين أدرك الإنسان أن هذا ليس كافيًا! بل بالعلم يمكن مواجهة الطبيعة والعيش في استقرار، ولهذا قامت الحضارات على أكتاف المعلمين والعلماء ممن نشروا العلوم واستخدموها في صالح المجتمع. [1]

لذا، إيمانًا بدور المعلم وقيمته في المجتمع؛ اهتمت العديد من الدول بتقدير المعلم ومنحه مكانة اجتماعية عالية وتحسين ظروفه المعيشية، ومن هذه الدول: اليابان، وكوريا الجنوبية، وفنلندا، وتحاول بلدنا أن تحذو حذو هذه البلاد في تعاملها مع المعلمين وفق الإمكانات والأدوات المتاحة؛ رغبةً في تحسين التعليم، والنهوض بالمجتمع من خلال العلم والمعلم.

بناءً على ما سبق، وحتى يتسنى للمعلم تحقيق الهدف الكبير للمجتمع، فإنه يقوم بالعديد من الأدوار والمهام اليومية داخل المدرسة! فهو المعلم، والأب، والصديق، والمربي، والمرشد، ونتيجة لكل هذه الأدوار تُنار العقول، وتُبنى الأجيال.

من ثم تقديرًا للمكانة الرفيعة للمعلم، فقد حاول الأدباء والمفكرون والكُتاب توجيه انتباه الناس إلى ذلك، فمثلًا قال الإمام الغزالي:

حق المعلم أعظم من حق الوالدين؛ فإن الوالد سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، ولولا المعلم لانساق ما حصل من جهة الأب إلى الهلاك الدائم“.

أما الشعراء فهم لم يدخروا جهدًا في تنظيم كلمات الشكر والثناء للمعلمين، ومن أجمل الأبيات التي نُظمت، قول الشاعر الكبير محمد رشاد: [2]

“يا شَمْعَةُ فِي زَوايا الصَفُّ تَأْتَلِقُ تُنِيرُ دَرْبَ المَعالِي وَهِيَ تَحْتَرِقُ

لا أَطْفَأُ اللهُ نُوراً أَنْتَ مَصْدَرُهُ يا صادِقَ الفَجْرِ أَنْتَ الصُبْحُ وَالفِلْقَ”.

خاتمة خطبة محفلية عن المعلم

ختامًا أيها الأحباب، أن تكون معلمًا ليس بالأمر السهل، فالمعلم ليس فقط بناقل للمعرفة! لكنه يتحمل مسؤولية ضخمة في تشكيل وتطوير عقول النشء، ويرعى مهاراتهم ويكتشفها ويساعدهم في تزكيتها، فهو الشخص الذي يزرع البذور التي تطرح نباتًا مختلفًا ألوانه.

لذا نتوجه بالشكر والعرفان والثناء لكل معلم ومعلمة، فالتقدير والاحترام ليس منة منا لهم، بل أقل حق من حقوقهم، ونسأل الله -تعالى- أن يعينهم، ويجعل عملهم الصالح في ميزان حسناتهم.

نهايةً، شكرًا لكم جميعًا على حضوركم الليلة، وشكرًا على صبركم وحسن استماعكم، كان شرفًا لي أن أكون معكم في هذا الحفل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[1]preachingtoday.comThe Teacher Makes the Difference2024-08-27